مراجعة لعبة Thief
مختبئاً بالظل، ينزل البطل غاريت و يفتح الدرج السفلي لخزانة الثياب. يجد مقصاً، يحمل غاريت المقص بسعادة ويضيفه للمجموعة التي يحملها. ثم يستدير ليفحص بقية الغرفة، يجد صحناً و فنجاناً وفاتحة رسائل. يضيف كل ما وجد للمجموعة التي معه ثم يخرج من أقرب نافذة. في حال شعرتم بالملل عليكم أن تتجنبوا لعبة Thief و ذلك أن ستقوم بهذه العملية كثيراً.
بالطبع، ماذا تتوقع من لعبة تحمل عنوان Thief (أي السرقة)؟ بالطبع فإن اللعبة التي كانت قد قدمت للـPC في السابق يجب أن تلتزم بالخط الذي تقدمه. ولكنها إحدى المرات التي تشعر بوجود أمر طارئ على الإطلاق، أنت تبحث عن غرف فارغة و تبحث عن أشياء ثمينة والتي بالحصول عليها ستحصل لقاءها على ذهب لشراء الموارد التي تحتاجها كسهام جديدة. غاريت يعمل لتحقيق هدف أسمى، و لكن في الكثير من الأحيان تجد نفسك مضطراً لسرقة الأمور غير الضرورية و لكنك ستأخذها فقط لأنها موجودة.
كما أن القصة تتناقض بعض الشيء بالرواية التي تحاول Eidos Montreal إيجادها. تجري أحداث اللعبة ضمن قالب فكتوري في عالم يطلق عليه اسم City، حيث يعيش المشردون والمرضى في الأقبية و الظل و هم يخافون من فصيل اسمه Watch (أي المراقبة) و هو فصيل من الجنود، عنيفون للغاية ويستخدمون قوة مفرطة. ز لكن كيف يستوجب علينا أن نتعاطف مع الشحاذين و هم يملكون القطع الذهبية و الكؤوس و يمكنهم استبدالها للحصول على وجبات من الطعام الساخن.
هذا هو محور اللعبة الرئيسي و يدور حول مهمتين، عندما يبدأ غاريت باستكشاف المدينة في وقته الخاص و يقوم بالبحث عن كل ما يحبّه قلبه. تجري الأحداث في منطقة جميلة و يمكنك أن تشعر أن بيئة اللعبة قد صممت بشغف كبير ليشعر اللاعبون بالبؤس. المشكلة هي، تقسم المدينة لمنطقتين و الانتقال من واحدة لأخرى يتطلب وقت تحميل يصل لعشر ثوانٍ أو أكثر. بالعادة لا انتقد وقت التحميل، و لكن عندما تضطر للانتقال من منطقة لأخرى و يتعين عليك تحميل اللعبة ثلاث مرّات خلال دقيقتين، هذا عندما تصبح اللعبة غير جيّدة. بالطبع لم أتخيل أن يكون الجيل الجديد من الألعاب بهذا الشكل.
تتطور الأمور عندما يعطى غاريت مهمّات صعبة- بالعادة تكون اختراق مناطق مسلّحة و الهروب و هو يحمل مسروقات ثمينة- وعليك أن تخطط لخطواتك بحذر. كيف ستدخل المبنى؟ هل ستدخله من الشباك، وهل يستوجب عليك التسلق للأعلى؟ لربما يستوجب عليك أن تزحف من خلال ممر؟ أم تفضّل المرور من الباب الأمامي و تخاطر بأن يراك أحد الضباط المناوبون؟
هذه إحدى نقاط قوة لعبة Thief، سيكون لديك الكثير من الخيارات والتي ستمكنك من تحقيق هدفك ولا يتحتم عليك اتخاذ طريقة معينة لتحقيقها. بالطبع هناك طرق أنجع من أخرى و لن تتعلمها إلا من خلال التجربة بدلاً من التخطيط الاستراتيجي. ستجد نفسك ملاحقاً لعدة مرّات و قد يمسكونك قبل أن تنجح و الأمر يعتمد عليك كلاعب قد تجد هذا أمراً مثيراً و قد تجده أمراً مزعجاً.
يبدو أن لعبة Thief قد صُمّمت للاعبين الجديين، أما الذين يرغبون بالحصول على المساعدة فما عليهم سوى الضغط على زر Focus والتي تضوّي على المناطق المهمّة. على سبيل المثال، على حائط لتسلّقه أو الدرج الذي يتعين عليك فتحه سيتحوّل للون أزرق مما يجعل الأمور أبسط. من الممكن أن يزول عنصر التحدي و لكننا سنستخدمه كآخر حل في حال كنت على عجل أو شعرت باليأس و أن تبحث . هناك عدّاد للتركيز، كان المطّورون كرماء بتقديم المساعدة.
كما أن هناك لحظات رتيبة بلعبة Thief و هي تتعارض مع اللعبة و هدفها. إحدى المهمات الرئيسة التي تتمحور حول دخولك غرفة كبيرة إلا أنه للأسف لا يوجد إلا طريقة واحدة للدخول عبر الأنابيب الممتدة على الحائط الخارجي. تنتقل الكاميرا لمنظور الشخص الثالث و بهذا ترى غاريت هو يؤدي مهمّته، أما الطريق الذي يتعين عليك المرور به فهو مضاء باللون الأزرق و يمكن لأي شخص أن يجده. يشبه السيناريو لعبة Assassin's Creed فليس عليك أن تجد الطريق بنفسك، و قد تظن، لم تم تضمينه بالأساس؟
عندما تدخل للداخل تصبح الأمور مألوفة أكثر بالنسبة لك، و عليك أن تقوم بعملية المراقبة و الانتظار و أنت تحاول توقيت حركاتك بالوقت المناسب و ذلك لا يتمكن الحراس من رؤيتك. هناك خاصية الانزلاق والتي تسمح لك بقطع مسافة صغيرة بصورة أسرع و هي مفيدة عندما تتعلم كيف أن تستخدمها. لكي تصبح لصاً محترفاً يتمكن غاريت من فتح الأقفال و الأبواب المغلقة. من الجيد معرفة أنك تستطيع أن تفتح أي خزنة تريد من خلال مهارتك و لكنها تصبح عملية رتيبة بعد عدّة مرات فهي لا تتعدى عملية تحريك العصي ووضعهم في الموقع المناسب. كما يمكنك أن تنشل محتيوات جيوب الحراس و أن تتلطى خلف الجدران و أن تحاول رؤية من سيمر من دون أن تكشف نفسك، و لكن هذا أيضاً قد يصبح رتيباً.
وهذه مشكلة لعبة Thief بالتحديد، يمكن لأي شيء أن يصبح رتيباً. فلا يوجد الكثير من التنوع لتتسلل للغرفة و أن تسرق أمراً ما و من ثم تتسل لتصل لبر الأمان. عليك أن تتسلل و أن تهرب بكل هدوء و أن تأخذ الوقت الملائم، و إن قمت بعكس ذلك ستكون النتائج وخيمة. يمكنك أن تقتل الحراس بسهولة، و لكن إن اجتمعوا عليك فستكون هذه مشكلة بالنسبة لك. و من المثير في بعض الأحيان أن تنسى أنك لص و أن تقوم بالتدمير و الركض لإنهاء المستوى الحالي.
كما أن هناك بعض المشاكل التقنية، خصوصاً بالمشاهد المقتطعة التي تروي أحداث القصة. فالصوت في بعض الأحيان لا يتماشى و الموسيقى الأمر الذي يخرجك للواقع. كما أن هناك بعض المقاطع التي تتقاطع مع مقاطع أخرى فيخرج الصوتان معاً مما يشكلان لك مشكلة و لا تعرف أي واحدة منها عليك أن تسمع.
لعبة Thief قد تكون ممتعة وبالتأكيد هناك مقاطع ممتعة و لكن للآن فهي لعبة ذات نكهة واحدة. فالقصة مملة بلعبة تسلل ولا يمكنك ارتكاب الكثير من الأخطاء و أنت تتقدم. لسوء حظ Eidos Montreal فإن Dishonored قد وصلت قبل سنوات قليلة و هي تقدم تجربة متعة أكبر بكثير من لعبة Thief.